Sunday, April 12, 2009

مؤتمر في بسوس لإحياء تراث صناعة أحيت لبنان

An Nahar, 13 Octobre 2001

"النهار"

السبت 13 تشرين الاول 2001

مؤتمر في بسوس لإحياء تراث صناعة أحيت لبنان

الحرير ثروة وطنية كامنة تنتظر من يُعيد اكتشافها

قطاع الحرير يشمل الزراعة والصناعة والبيئة والاصلاح يبدأ بتفعيل "المكتب"

اعداد رمزي مشرفية

في مؤتمر بسوس.

المركز التراثي في بسوس.

هل بدأ لبنان معركة حرير حقيقية؟ الحرير الذي أغنى اللبناني في امثاله وادبه واغانيه واهازيجه وعاداته الاجتماعية، يعيش منذ اعوام ازمة حادة على صعيد الادارة، فهناك من هو مقتنع بجدوى هذا القطاع، وهناك نقيضه. وكان من نتيجة هذا التناقض ان توقّف انتاج نصوب التوت في المشاتل. احد عشر عاماً من التوقف القسري اقدم المزارعون خلالها على اقتلاع اشجار التوت ظناً منهم ان مكتب الحرير قد أُقفل نهائياً. ورغم اجراء مناقصة رسمية لتأهيل مخنقي الفيالج الباقين (رسا الالتزام على احد العارضين). فقد تعثرت عملية تمويل شراء مصنع لحل الفيالج بعدما وافق البنك الاسلامي للتنمية على التمويل، بناء على مسعى مجلس الانماء والاعمار، شرط اجراء دراسة جدوى اقتصادية جديدة للمشروع.

ومعركة الحرير تقف اليوم امام هذه الازمة المستحدثة التي تنطلق من بلدة بسوس، وبالتحديد من مصنع الحرير التراثي الذي يملكه جورج عسيلي الرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين. وتذكرنا هذه المعركة بـ"المؤتمر العالمي للحرير" الذي عُقد في فندق فينيسيا في بيروت عام ،1965 وشكل آنذاك تظاهرة حضارية واقتصادية وعلمية عالمية.

صنع المشغولات التقليدية.

ومعركة الحرير ايضاً تتجلى اليوم في المؤتمر الذي دعت اليه "جمعية التراث والانماء"، ورعاه رئيس الوزراء رفيق الحريري ممثلاً بالوزير غسان سلامه، وعُقد في مصنع الحرير التراثي في بلدة بسوس، قضاء عاليه، وتركزت مداخلات المحاضرين فيه على اهمية صناعة الحرير في لبنان في القرنين التاسع عشر والعشرين الى جانب الازمات التي شهدها هذا القطاع. وحضر المؤتمر حشد من الاختصاصيين والناشطين البيئيين.

وفي الافتتاح تحدّث رئيس الجمعية صاحبة الدعوة جورج عسيلي، ثم المستشارة لدى الجمعية السيدة فرانسواز لونوبل بريدين، وألقى الوزير سلامة كلمة قال فيها: "شرنقة القز في لبنان خلال القرن التاسع عشر، عززت السياسة الاقتصادية لجبل لبنان واوجدت مجتمعاً بورجوازياً جديداً مالياً واقتصادياً مقروناً بحداثة شرقية". واضاف: "ان اهمية البحث الذي هو موضوع نقاشنا تستند الى المشكلات الغابرة التي لا تزال تجد في حاضرنا صدى لها. فإذا اردنا اختصار قرنين من تاريخ الشرق الادنى، قد نقول وحتى يومنا هذا انه التقاء صعب بين شرق وغرب تميز من جهة بانتاج خصب ولامع: النهضة، واسفر من جهة اخرى، عن احداث مؤسفة اخرى هي ثمرة مشكلة الوجودية".

وقال: "هذه هي الامثولة التي نتعلمها من تلاشي اقتصاد تربية الشرانق في لبنان التي اصطحبت ازمات وهجرة، فهل في استطاعتنا استخلاص العبر من تاريخنا وعلى الارجح من خلال مثل هذا اللقاء؟".

وتابع: "قد تفهمون الآن اهتمام وزير الثقافة بحدث كهذا وخصوصاً بالأفكار التي ستناقش، اتكلم طبعاً عن هذا المثل الثقافي الذي نجح في مهمات عدة مثل المحافظة على البيئة واعادة تأهيل ارثنا الهندسي المعماري العريق والتنمية المحلية التي تحض على اللامركزية خارج العاصمة نحو اقتناء الثقافة ونشرها، وعلى اعادة احياء اوضاع منسية من تاريخنا الاقتصادي والاجتماعي.

فعبر تجديد وعرض للادوات والآلات التي كانت تنتج الغنى والبحبوحة، انتم لا تعيدون الاعتبار الى الذين جاهدوا وعملوا في هذا المضمار فحسب، انما ايضاً الى اولئك الذين غالباً ما ينساهم التاريخ، فبتجسيد الشروط المادية لتاريخنا انتم فعلياً تحافظون على الثقافة وتحيونها".

ندوات

بعدها بدأ المؤتمر اعماله الخميس، فترأس الجلسة الاولى جورج عسيلي وكانت بعنوان "القرن التاسع عشر في لبنان تحت السيادة العثمانية". وجاءت المحاضرات كالآتي: "آني طعمه ثابت تحدثت عن "العائلات اللبنانية عندما كانت صناعة الحرير في القرن التاسع عشر"، وجوزف عقيقي حول "الحرير في مستندات المرسلين اللبنانيين من 1840 الى 1914". ثم البروفسور جاك طوبي عن "المصالح الفرنسية في الحرير اللبناني عشية الحرب اللبنانية الاولى".

الجلسة الثانية كانت بعنوان "الحرير والمجتمع في مفصل القرنين التاسع عشر والعشرين"، وترأسها نديم شحاده وتحدث فيها كل من البروفسور اكرم خطّار حول "الحرير والمرأة"، والدكتور كوهي هاشي موتو (تغيب وأُلقيت محاضرته تحت عنوان "الحرير والهجرة").

"القرن العشرون: الازمات والنهوض" كان موضوع الجلسة الثالثة التي ترأستها السيدة فرانسواز لوتوبل بريدين وتحدث خلالها الدكتور بطرس لبكي عن قطاع الحرير في مستهل الانتداب الفرنسي 1925 - ،1930 والدكتور خليل ابو رجيلي عند قطاع الحرير في ظل لبنان المستقل 1945 - .1970 وكانت في نهاية هذه الجلسة "شهادة حياة" للسيد ايوب الهاشم صاحب آخر معمل حرير يدوي في لبنان حتى 1975 تاريخ اندلاع الحرب.

المستقبل

وفي اليوم التالي (امس) للمؤتمر عقدت جلسة "قطاع الحرير: واقعه الحالي وامكانات مستقبلية". وترأسها الدكتور جاك طوبي وكانت المحاضرة الاولى لميشال ليون رئيس لجنة اعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة لغاية 1999 وقد تناول موضوع "واقع صناعة الحرير في لبنان لغاية عام 2000". تلاه الدكتور سمير مدوّر متحدثاً عن "الحرير: تطور تقنية انتاج الحرير والآفاق المستقبلية".

اما الجلسة الثانية فكانت عن "واقع وآفاق صناعة الحرير وترأسها الدكتور بطرس لبكي الذي اكد امكان زراعة اشجار التوت وتحريك عملية الانتاج بطرق حديثة.

المحاضرة الاولى كانت للدكتور جيرار جافنسي (تغيّب)، الامين العام للجنة العالمية للحرير، وحملت عنوان "واقع انتاج الحرير في العالم". ثم تحدث جاك برويار عن "آفاق التعاون بين ليون ولبنان في اطار اهتمام اسواق الازياء بانتاج الحرير". وقد اكدت سلطات المدينة الفرنسية للمؤتمر استعدادها لتصوير اي ادوات لبعث صناعة الحرير.

وأخيراً ألقى الدكتور عاطف الحاج ممثلاً وزير الزراعة كلمة فقال. "لا يخرق كمبيالات الا مواسم القز. هذا كان من الامثال الشائعة، لأن صناعة المنسوجات الحريرية - اضافة الى القطنية والصوفية - كانت من اهم الصناعات الحرفية التي اشتهر بها لبنان في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. واشتهرت معامل الحرير في بيروت وبكفيا وزوق مكايل ودير القمر وبيت شباب وزحلة بصناعة الملايات والشراشف واللحف والبرانس والبراقع والقطائف الحريرية، كما اشتهرت القلمون بصناعة العباءات الحريرية المشهورة بجمالها ومتانتها.

ويشير القنصل غيز الى ان متوسط محصول بيروت من الحرير كان يقدر بـ450 قنطاراً، وأوقية البزر كانت تعطي نحو اربع او خمس ربطات حرير اي 10-12 كلغ. وان الحرير المنتج من ضواحي بيروت كان الاجمل وكان يدعى البلدي، وكان يلقى تصديره الى الخارج رواجاً كبيراً، ويأتي بعده في المكانة حرير كسروان والدامور الذي كان يستخدم في مصانع سوريا. وقدرت الوثائق الفرنسية كمية الحرير المصدرة عن طريق بيروت بـ700 قنطار ثمنها 5 ملايين و250 الف قرش، مما جعل الحرير يشكل اكبر مصدر دخل للبنانيين (...) ان هذه الحرفة التي امتهنها العديد من اللبنانيين آخذة في التراجع لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بزراعة اشجار التوت التي تشكل غذاء دودة القز والتي لم يبق منها اليوم في لبنان استناداً للاحصاءات سوى نحو 106 آلاف شجرة موزعة على كل المناطق اللبنانية. وتشجيع صناعة الحرير يوجب زيادة في زراعة اشجار التوت التي يمكن الاستفادة من ثمارها ايضاً لتصنيع العصير".

وأضاف: "ان الدعم المطلوب لصناعة الحرير ليس متوقفاً على الدعم المادي وحده على اهميته، ولكنه مرتبط بسياسة عامة تلحظ مكاناً لهذه الصناعة الى جانب صناعات اخرى، وتشمل دورات تدريبية للعاملين فيها يجريها متخصصون مشهود لهم، وتأمين البذور المؤصلة من دود القز التي يمكن ان تعطي مردوداً وافراً في الانتاج، وتحديث اساليب حل الفيالج وفق الطرق الحديثة والمتطورة، وانشاء المعامل الخاصة بهذه الصناعة وان كان لا يزال يوجد اليوم عدد من المعامل في لبنان ولكنها لا تشتغل بطاقتها المتوقعة (...)".

تويني

واعتبر غسان تويني في مداخلته ان توسيع حلقة مهمة احياء صناعة الحرير قد تعيق العمل خاصة مع البيروقراطية التي نعرفها في لبنان، مقترحا التحرك بأسلوب آخر كالبدء برأس الهرم "حتى لا تضيع المسألة وتدفن كما دفن مكتب الحرير في لبنان".

التوصيات

وأصدر المؤتمر توصيات تلاها بطرس لبكي، وفيها:

"المنطلقات:

1- قطاع الحرير يجب ألا يطور برؤية ماضوية بل بتطلعات مستقبلية وباستعمال احدث التقنيات الالكترونية والمعلوماتية.

2- قطاع الحرير المتطور يوفر فرص عمل جديدة في قطاعات عدة: الزراعة، التجارة، الغزل والنسيج، التفصيل، الخياطة، الصباغة والرسم.

3- قطاع الحرير المتطور يساهم في الحفاظ على التراث المعماري والفني والثقافي اللبناني.

4- قطاع الحرير المتطور يساهم في الحفاظ على البيئة عبر زيادة الاراضي المزروعة الخضراء والحفاظ على التربة من الجرف وحماية الموارد المائية الجوفية بفضل كل ذلك. ويمكن القول انه يساهم في تطوير بيئة بشرية ذات نوعية جيدة.

التوصيات:

- من النواحي الزراعية والبيئية والصناعية:

أ - ان يكون الانتاج متنوعا.

ب - الاستفادة من كل المواد التي تنتج من دون استثناء.

ج - احترام البيئة.

د - تدريب عاملين في كل مراحل العمل في هذا القطاع.

هـ - تعزيز الارشاد في مجالات الزراعة والصناعة.

و - تفعيل الابحاث العلمية في مجال انتاج الحرير في مؤسسات الابحاث العلمية في لبنان: مؤسسة الابحاث العلمية الزراعية، معهد البحوث الصناعية، المجلس الوطني للبحوث العلمية، كليات الزراعة والهندسة الصناعية في الجامعات، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير للمختبرات.

2- في مجالات التسويق والترويج:

أ - يجب تحديد الاسواق: في الداخل لدى المستثمرين، وفي الدول الصناعية ودول الخليج، واسواق السلع الضخمة والسلع ذات القيمة المضافة العالية.

3- لجنة المتابعة لتوصيات الندوة:

أ - يجب ان تسعى لجنة المتابعة التي ستنشأ لصالح التنمية المحلية والمستدامة ومتابعة توصيات هذه الندوة، خدمة لانماء لبنان وذلك مع كل مؤسسات القطاع العام (وزارة الزراعة، وزارة الصناعة، وزارة الاقتصاد والتجارة، مؤسسة الابحاث العلمية الزراعية، معهد البحوث الصناعية، مجلس البحوث العلمية، الجامعة اللبنانية، كلية الزراعة، وزارة الخارجية) والقطاع الخاص (جمعية الصناعيين، جمعية صناعيي النسيج والغزل، جمعية المعارض، غرف التجارة والصناعة والزراعة، اتحادات المزارعين والتعاونيات) والقطاع الاهلي (الجمعيات الاهلية الانمائية، والاجتماعية، الجمعيات البيئية، المؤسسة التعليمية الخاصة...).

لبنان وطريق الحرير

ولا بد بعدما فتحت معركة الحرير في لبنان لاحياء هذه الصناعة والاهتمام بها رسميا وشعبيا، من العودة الى نمو هذه الصناعة في لبنان.

ان قصة لبنان مع الحرير قديمة، قدم طريق الحرير، فقد عرف الحرير في بلادنا منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وكان يرد اليه من الصين عبر "طريق الحرير" مرورا ببلاد الفرس والعراق، وكان يصنّع ويصبغ في المدن الفينيقية، ويعاد تصديره الى سائر مدن حوض البحر الابيض المتوسط وخصوصا روما. وعرفت تربية دودة الحرير في لبنان منذ عهد الامبراطور جوستنيانوس في القرن السابع للميلاد.

وفي ظل حكم الامير فخر الدين الثاني (1580-1634) تطورت صناعة الحرير في الجبال اللبنانية، وبلغ اللبنانيون درجة عالية من المهارة في هذا الميدان. وكان لبنان ينتج الشرانق والحرير الخام ويصدّر انتاجه الى الخارج. وبلغ دخله عام 1930 من صناعة الحرير خمسة ملايين ليرة لبنانية كانت تساوي 50 في المئة من الدخل الزراعي العام.

وأثناء الحرب العالمية الاولى 1914-1918 اقتلعت اشجار التوت وحلت محلها المزروعات المعيشية. لكن صناعة الحرير كانت تتغلب دوما على الازمات وتعود الى الازدهار لأنها متأصلة في عادات البلاد. ويبدو ان أزمة 1928 - 1930 اضعفت قدرتها على المقاومة وتدهور الوضع بين 1950 و.1956

وحيال هذا الوضع كان على الحكومة ان تقوم بعمل ما، فقررت انشاء جهاز خاص هو مكتب الحرير ووضعت على عاتقه، تحت اشراف وزارة الزراعة، مهمة اعادة تنظيم جميع القطاعات العائدة الى صناعة الحرير في لبنان كالتبذير وزراعة التوت وتربية دود الحرير وحل الفيالج والصباغ والنسيج.

قام مكتب الحرير بالمهمات الملقاة على عاتقه خير قيام، فمنع قطع شجر التوت، واخذ ينتج نصوب التوت ويوزعها على المزارعين، واستمر في القيام بمهماته لغاية عام 1983 حين توقفت المواسم لغاية .1994 وفي 1982 صدر المرسوم الاشتراعي الرقم ،97 الذي ضم بموجبه مكتب الحرير الى وزارة الزراعة، واصبح دائرة في مديرية الثروة الزراعية، وقد نفذ هذا الضم ابتداءً من اول عام .1992 وهكذا من مديرية تتمتع بالاستقلال المالي والاداري، الذي يسمح لها بالقيام بأعمالها الزراعية والصناعية والتجارية بكل مرونة وفاعلية، اصبح مكتب الحرير دائرة في مديرية، تخضع للروتين الاداري القاتل الذي يعيق كل عمل انمائي. والادهى من ذلك والاكثر خطورة ان 90 في المئة من وظائف ملاك المكتب وملاك اجرائه الفنيين قد اصبح ملاك تصفية اي ان كل وظيفة تشغر لا تُملأ بموظف جديد، وكأني بمكتب الحرير اصبح دائرة في سبيل التصفية.

في الاول من حزيران 1992 حضر الى لبنان الخبير في منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) روبير كرم (المدير السابق لمكتب الحرير) ووضع تقريراً عن وضع المكتب، ثم حضر مرة ثانية في حزيران 1993 بطلب من وزارة الزراعة ومجلس الانماء والاعمار، ووضع تقريراً مفصلاً وبرنامجاً هدفه اعادة تأهيل صناعة الحرير في لبنان، الا ان هذا المشروع لم يجد من يقرأه والنتيجة الوحيدة التي افضت اليها بعثة الخبير كرم كانت تشكيل "لجنة لاعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة". وبناء على ذلك طلب وزير الزراعة من رئيس اللجنة البدء من الصفر والعمل على احياء موسم الحرير.

اما بالنسبة الى الملاك الاداري، ورغم ان عدد الموظفين الاداريين والفنيين قد تضاءل، وانه من اصل 18 مدرباً فنياً لم يبق سوى مدرب واحد، فقد عاد العمل عام 1992 الى مكتب الحرير في كفرشيما، فأهلت ثلاث غرف في مبنى المصنع للاقامة، وتم استيراد بذور التوت من اليابان، وانشئت مستنبتات ومشاتل التوت في مشتل وزارة الزراعة في العبدة (عكار) بغية توزيع نصوب التوت على المزارعين للتعويض عما اقتُلع. كما تمّ تأهيل البنية التحتية من تأمين مولد كهربائي الى مخنق واحد للفيالج ثم تأهيل غرف تفقيس بذور دود الحرير. وفي 1996 بدأ توزيع النصوب اليابانية المؤصلة من "نوع كوكوزو 21" على المزارعين مجاناً، وتواصلت عمليات التوزيع سنوياً حتى عام .2000

ويكلف موسم الحرير الدولة الآن نحو ستين مليون ليرة لبنانية سنوياً، ويعود اليها اكثر من ثلثي هذا المبلغ عند حل الفيالج وبيع خيوطها. وكلما ازداد الانتاج يتضاءل الفرق الذي يختفي في مدى غير بعيد، وخصوصاً ان أسعار الحرير العالمية تتجه نحو الإرتفاع.

وفي هذا السياق يقول رئيس لجنة اعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة ميشال ليون ان "الحل الوحيد لاعادة احياء موسم الحرير في لبنان، هو في اخراج دائرة الحرير من هيكلية وزارة الزراعة، واعادتها مصلحة مستقلة ذات استقلال مالي واداري يُشرف عليها مجلس ادارة اعضاؤه من القطاعين العام والخاص. واذا تعذّر ذلك فتعديل ملاك دائرة الحرير في مديرية الثروة الزراعية وتعزيزها بالملاكات الفنية وخصوصاً بالمساعدين الفنيين الزراعيين الذين يؤهّلون لارشاد المربين وتدريبهم على الاسس الحديثة لتربية دود الحرير وادخال العمال والعاملات الفنيين في المصنع في هذا الملاك، وكذلك اعادة تأهيل المخنقين الباقيين مما من شأنه الحفاظ على الفيالج من التلف، وشراء مصنع حل جديد من أجل حل الفيالج الموجودة في المستودعات والمعرّضة للتلف، مؤمنين بذلك حاجة المصانع الى خيوط الحرير، واعادة العمل في مستنبتات التوت ومشاتله وخصوصاً ان المراكز النموذجية لبساتين التوت في المنارة (البقاع) وبينو (عكار) وفي مشتل وزارة الزراعة في العبدة، التي تؤخذ منها مطاعيم التوت اليابانية المؤصلة، ما زالت قائمة".

Patrimoine - Restauration d’une ancienne magnanerie à Bsous et de son jardin ethnobotanique Georges Asseily ne perd pas le fil

L'Orient-Le Jour, Jeudi 11 Octobre 2001

Patrimoine - Restauration d’une ancienne magnanerie à Bsous et de son jardin ethnobotanique
Georges Asseily ne perd pas le fil


La magnanerie de Bsous, vue de l’extérieur : une restauration dans le style de l’époque.

Georges Asseily devant un ancien métier à tisser la soie.

Les écheveaux, la mécanisation de l’industrie séricicole.

La magnanerie de Bsous, dans le caza de Aley, a retrouvé une nouvelle jeunesse. Cette bâtisse, construite vers 1830, s’est lentement transformée depuis trois ans. Les voûtes d’abord, celles du sous-sol qui abritent toujours les jarres d’huile que le domaine commercialise sous le nom «Kouroum Zyout» puis, peu à peu, l’ensemble de l’espace, doté d’une salle polyvalente à l’occasion du colloque «Ainsi soie-t-elle», qui réunit depuis ce matin et jusqu’à demain des spécialistes, libanais et étrangers, de la sériculture, sous le haut patronage de Rafic Hariri.
Alors que le propriétaire du domaine Georges Asseily était installé à Londres, deux Français, Françoise Lenoble-Prédine, ethnobotaniste, et Thierry Huau, paysagiste, tombent littéralement sous le charme de la magnanerie et de ses 3,7 hectares de vergers et d’oliveraie. «Ils m’ont aussitôt proposé un plan de réaménagement, explique M. Asseily. Avec promesse de faire le maximum pour demander une aide à l’Union européenne». Les premiers travaux commencent, sans financement. Il n’y en aura en fait aucun, mais l’ancien président de l’Association des industriels libanais, reconverti en financier basé à Londres, se laisse prendre, «sans avoir compris comment», par l’engrenage de son domaine de Bsous. Les paysagistes découvrent que celui-ci a une oliveraie composée de pas moins de 10 kilomètres de terrasses. Elles sont réhabilités à l’ancienne par un jeune jardinier de la région. «Puis nous nous sommes attaqués aux vergers qui sont composés maintenant d’une dizaine de variétés d’arbres fruitiers».

La jeunesse de Bsous et l’ethnobotanique
Mais la grande nouveauté du domaine de la magnanerie de Bsous, c’est la constitution de son jardin ethnobotanique : «Des espèces libanaises oubliées y sont replantées, comme le zaarour (fruit de la taille d’une cerise avec un goût de pomme) ou le jujube», poursuit Georges Asseily. Depuis trois ans et trois fois par an, des élèves du Lycée agricole et horticole de Saint-Germain-en-Laye (France) viennent se former et aider les jardiniers libanais. «Ce qui me fait le plus plaisir, c’est d’avoir réveillé des vocations chez les plus jeunes du village, confie-t-il. Ils viennent au domaine, posent des questions, organisent des randonnées et des expositions de photos à Bsous». Alors dix d’entre eux se chargeront d’accueillir les élèves des écoles qui viendront visiter, les 13 et 14 octobre, l’Atelier des jeunes jardiniers, organisé dans l’espace ethnobotanique. Les plus curieux se lanceront dans la «promenade sensorielle». Voilà pour l’aspect écologique du domaine.

Du ver au fil de soie
Car, après tout, il y a là une magnanerie, l’une des 175 répertoriées à travers le Mont-Liban et le Liban-Nord et qui ont fait la gloire du pays entre 1830 et 1945, grâce aux industriels de la soie venus de France trouver un nouveau marché. Avec leur aide, les usines ont pu contenir jusqu’à plus de 500 bassines, unité de comptage séricicole. «Le procédé est simple», explique Georges Asseily, photos d’archives, schémas et cocons réels à l’appui. «Quand la petite pelote de fil de soie, un fil unique mesurant entre 800 et 1 500 mètres, est vidée de son ver, elle est plongée, avec un groupe de six autres, dans un bassin d’eau chaude pendant trois minutes, qui retire la colle et enrobe le fil. Un second bassin d’eau, tiède celui-là, permet de dévider les sept cocons et de constituer un fil, qui constitue un écheveau de fil, prêt à être placé sur le métier à tisser». Georges Asseily, à l’occasion du colloque, a réaménagé la magnanerie qui se transformera bientôt en musée : «J’ai fait des recherches chez les antiquaires français et même sur Internet pour les trouver», dit-il en montrant les clichés sépia agrandis et montrant les fileuses dans les différentes étapes de la préparation de la soie. Bref, en quelques minutes, n’importe quel curieux saisira le processus et s’intéressera aux noms des familles soyeuses du Liban, écrits à la main sur un document d’origine.

Soies d’ici et d’ailleurs
On retrouve des noms connus, comme ceux de Pharaon et Chiha, importants pour la production, et celui de Bassoul pour l’exportation : «La soie a été le principal moteur de l’essor du port de Beyrouth», affirme Georges Asseily, qui précise que la plus grande usine à soie se trouve à Steiter (près de Bhamdoun) et a appartenu à une des grandes familles lyonnaises du secteur : Veuve Guérin et fils. «À l’occasion d’“Ainsi soie-t-elle»”, j’ai demandé à des étudiantes de l’Usek et de l’USJ de photographier ces bâtisses, aujourd’hui la plupart à l’abandon, mais aussi au dernier tisserand, un cheikh druze, de venir utiliser un métier à tisser manuel et à des tisserands français, spécialistes du travail conjoint de l’or et de la soie, de venir former et informer sur cette technique», renchérit-il. Alors, du 13 au 18 octobre, l’exposition «Les Fils d’or et de soie» offrira une vue d’ensemble sur le sujet.
La magnanerie de Bsous ressemble à une ruche où jardiniers, maçons et paysagistes s’activent autour d’un Georges Asseily encore un peu incrédule, mais heureux du destin de la vieille bâtisse dont il hérité il y a 30 ans. Sa magnanerie est en passe de devenir un lieu touristique incontournable de la région. Un exemple qui mériterait d’être suivi.

L’Amed, pour défendre le patrimoine bâti et végétal
Depuis la restauration du domaine de Bsous, l’Association mémoire et développement a été créée en 2000, dans un but non lucratif. Elle se destine à conserver et à développer le patrimoine bâti et végétal. Ses membres fondateurs sont : Georges Édouard Asseily, Alexandra Durlacher Asseily, Nicole Halim Fayad, Aziz Mikhaël Torbey et Nicolas Saïd Farès. La conseillère à la création de l’association a été l’ethnobotaniste française Françoise Lenoble-Prédine.

L’histoire de la soie dans une tasse de thé
C’est la Chine qui a découvert, il y a deux mille ans avant J-C, le travail de la soie grâce à la fille d’un empereur qui jouait avec un cocon en buvant son thé. Celui-ci tombe dans sa tasse et en essayant de le rattraper, la jeune fille découvre qu’il n’est fait que d’un seul et unique fil. La soie était née. Elle allait traverser les continents et devenir, au même titre que l’or, une unité de valeur.

Diala GEMAYEL


Environnement - Un bel exemple de coopération entre des étudiants français et une municipalité libanaise Le site d’une source, fleuron du patrimoine r

L'Orient-Le Jour, Lundi 23 Juillet, 2001



Jennifer, Choé, Malhilde, Guillaume et Youna avec à l’extrême droite, leur maître de stage, Guillaume Morin.

L’arcade surplombant le source,
reconstruite, reprend son aspect d’origine.

Une belle action de coopération municipale et académique a permis de réhabiliter un des fleurons du patrimoine rural dans le village de Bsous (caza d’Aley). Une source surmontée d’une belle arcade, qui tombait en ruine il y a très peu de temps, a été réaménagée. Le projet et le financement entier reviennent à la municipalité, mais celle-ci a été aidée dans sa tâche par les dynamiques élèves du Lycée horticole de Saint-Germain-en-Laye, qui ont étayé la reconstruction de la source de leurs idées, et participé aux travaux. Comment des étudiants français en aménagement paysager et production horticole en sont-ils venus à participer à un projet de ce type dans un village libanais ? En fait, Il ne s’agit pas de la première équipe de stagiaires qui laisse ses marques à Bsous. Grâce à une collaboration entre le Lycée horticole de Saint-Germain-en-Laye, la municipalité de Bsous et l’association libanaise Patrimoine, mémoire et développement, des étudiants français ont aujourd’hui la possibilité de passer un stage, dans le cadre de leurs études, dans un pays nouveau et une nature différente. En même temps, ils assistent la municipalité (qui fournit ouvriers, matériel et financement) dans la conception et l’exécution de ses projets, tablant principalement sur la mise en valeur du patrimoine rural et végétal. Jennifer, Guillaume, Chloé, Mathilde et Youna formaient la plus récente équipe de stagiaires débarquée à Bsous pour travailler d’une part sur la source, et d’autre part sur le dégagement d’un itinéraire pour promeneurs conçu par des stagiaires venus précédemment. Guillaume Morin, maître de stage basé au Liban, explique que «des liens se sont tissés entre les jeunes Français et les habitants du village, notamment les enfants, qui ont aidé autant qu’ils le pouvaient». Il explique que «l’itinéraire dégagé, nous avons demandé, début juillet, à quelque 60 personnes de le parcourir avec nous». «Elles étaient heureuses de découvrir ou redécouvrir ces parties du village qui étaient devenues tellement familières qu’elles ne les voyaient presque plus», ajoute-t-il. Le dégagement du sentier de randonnées a été entrepris par les jeunes stagiaires dès la première semaine. Il mène de la nouvelle église jusqu’à la source, en passant par une autre église, plus ancienne, ainsi que l’antique four à pain. Il arrive jusqu’à la magnanerie en traversant les jardins de vivriers.

Une arcade qui se relève de ses ruines
L’autre grand projet consistait à réaménager le site de cette source ancienne pleine de charme, surmontée de son arcade en pierre. Rafic Féghaly, président de la municipalité de Bsous, nous confie que «la réhabilitation a été projetée par la municipalité depuis plus d’un an et demi». «Nous voulions éviter que la nouvelle route ne passe par la source», poursuit-il. «Nous assurons le financement et les ouvriers. Les étudiants français nous ont beaucoup aidés dans la réalisation».
Il précise que la municipalité a d’autres projets, comme celui de rénover l’église Notre-Dame, âgée de quelque 350 ans. «Le parvis est déjà terminé et le toit est en cours d’exécution», souligne M. Féghaly. «Il nous reste à retaper les murs extérieurs et à réaménager les chemins qui mènent à l’église, afin que celle-ci conserve son cachet ancien». Quoi qu’il en soit, la source donne aujourd’hui l’image d’un grand chantier. Un escalier en béton, construit précédemment par la municipalité, y mène. Il devrait bientôt être recouvert de pierres pour que le site retrouve son cachet, conformément à l’idée des anciens stagiaires, Youna (qui faisait également partie de cette équipe), Clarisse et Nicolas. «Le béton présente beaucoup d’avantages, à condition qu’il ne soit pas apparent», souligne Youna. Les étudiants nous expliquent comment ont été effectués les travaux : le nettoyage du site a été suivi d’une restructuration de la source. «Nous avons démonté l’arcade en ruines pour la reconstruire», racontent-ils. Que leur a appris le stage ? «Au plan technique, rien que nous n’avions pas encore pratiqué», estiment-ils. «Mais c’est les contacts avec les Libanais, des gens très ouverts et chaleureux, qui étaient enrichissants». Autre centre d’intérêt : les plantes méditerranéennes que les étudiants connaissaient peu. Bsous en regorge, et les jeunes Français s’en sont donné à cœur joie pour étudier les différentes variétés de flore locale et d’arbres fruitiers. Ils emporteront avec eux les parfums du jasmin, du citron… L’une des tâches qu’on leur demandera, dans leur rapport de stage, sera d’établir une liste des plantes locales afin de proposer un projet de plantations à Bsous. En effet, ce stage-là s’inscrit dans une continuité. «Le prochain stage en octobre et novembre portera justement sur les plantations», précise M. Morin. «Espérons que les travaux d’infrastructure seront terminés d’ici là». Il ajoute que «la municipalité a déjà manifesté son souhait de voir les étudiants travailler sur d’autres parties du village». Les jeunes stagiaires ont terminé leur stage par un diaporama sur la randonnée entreprise sur l’itinéraire dégagé, et sur les différentes étapes du travail sur la source. Il a été suivi d’un cocktail donné par la municipalité. Les précédents stagiaires avaient auparavant organisé une exposition sur les végétaux locaux et différents instruments traditionnels dans la salle de l’église. Ils avaient accroché sur les murs des affiches sur les projets des différentes équipes de stagiaires.

Suzanne BAAKLINI

Environnement - Stages pour des élèves d’un lycée agricole français À Bsous, la végétation prend le pas sur le béton

L'Orient-Le Jour, Mercredi 11 Avril 2001

Une entraide s’est organisée autour des jeunes étudiants français. L’un d’eux poursuit ici l’aménagement de la salle.

Mme Lenoble Prédine et
M. Bourdais au milieu du jardin improvisé.



Dans le beau village de Bsous (caza de Aley), le béton, comme partout ailleurs, commence à gagner du terrain. Cependant, c’est peut-être le seul endroit où l’on a réussi à inverser la tendance : le béton aura été à son tour grignoté par la verdure. Comment cela ? Grâce à une expérience tentée par des étudiants français du Lycée agricole et horticole de Saint-Germain-en-Laye, accompagnés par des experts et des professeurs : leurs mains magiques ont transformé une pièce en béton, dans le bâtiment attenant à l’église du village, en véritable jardin où se retrouvent les différentes cultures traditionnelles libanaises.
Pour mener à bien ce projet, le lycée agricole français s’est associé avec Patrimoine, mémoire et développement, une organisation libanaise. La municipalité ainsi que les habitants de Bsous collaborent avec les jeunes pour les aider à faire ressortir les racines de la culture des villages libanais. Tout en découvrant des horizons nouveaux, ces étudiants suivent en fait un stage pratique de fin d’études. Et ils font profiter les autres de cette expérience mémorable, se renseignant auprès des habitants sur les traditions qui ont disparu de la vie quotidienne et qui revivent dans la mémoire retrouvée. Ils ont reçu un excellent accueil de la part de la société locale.
Toute une philosophie sous-tend ce projet : celle du retour à la terre et aux racines, celle du développement durable et du tourisme écologique, notions futuristes basées sur… le passé. «Outre le patrimoine bâti, le patrimoine végétal façonne l’identité du Liban», remarque Mme Françoise Lenoble Prédine, coordinatrice et inspiratrice du projet, qui connaît bien le Liban puisqu’elle est l’une des personnes à avoir travaillé sur le Plan vert de Beyrouth. «Les moulins, les magnaneries, les terrasses plantées, les paysage ruraux sont d’une extrême importance. Or les grands paysages se perdent, la terre glisse, le sol devient aride, les terrasses disparaissent, nous assistons à un véritable phénomène de désertification. Il faut préserver le patrimoine végétal là où il se trouve encore».
À Bsous, la flore s’avère particulièrement intéressante. Non seulement les espaces verts sont d’une grande beauté, mais ils peuvent même devenir source de bénéfices pour peu qu’on prenne la peine de les préserver. «Les écotouristes, aujourd’hui les voyageurs les plus aisés, sont très sensibles aux pratiques et usages traditionnels d’un endroit donné», poursuit Mme Lenoble Prédine.
Le paysage réhabilité serait donc utile à plus d’un niveau (sans compter l’intérêt écologique pur d’une telle préservation). Selon l’experte, plusieurs idées peuvent être mises en application et devenir une véritable ressource pour les habitants : produits traditionnels manufacturés et vendus sur place, locations d’endroits pour séminaires ou expositions, goûters traditionnels et promenades dans des jardins typiques libanais pour randonneurs …

Un alambic antique.

L’écologie, source de développement
Les idées émises par Mme Lenoble Prédine correspondent en fait à une nette tendance en France actuellement, celle du retour au jardin et à une certaine forme d’agriculture respectueuse de l’écologie, appelée tout simplement l’écoagriculture. «Ce qui nous a aidés dans notre projet libanais, c’est l’amour des jeunes pour le jardinage», explique-t-elle. «Le jardin est un outil de sensibilisation à toutes les préoccupations écologiques. Nous travaillons avec des classes primaires pour apprendre aux enfants qu’il ne suffit pas de planter un arbre, encore faut-il s’en occuper pour qu’il vive. En France, des étudiants s’occupent de la formation d’élèves et de leurs instituteurs au jardinage».
Dans le cadre de l’année de la francophonie, au cours de laquelle se déroulera le sommet en octobre prochain, Mme Lenoble Prédine veut lancer la mode du potager en carré, un mètre vingt par un mètre vingt. «La campagne de sensibilisation sera lancée à Bsous dans le cadre de l’année de la francophonie», dit-elle. «L’ONG libanaise qui collabore avec nous pourra prendre la relève par la suite. De telles formations pourraient aider les Libanais à se renseigner sur des produits à forte valeur ajoutée, plus rentables dans un cadre de crise agricole». Et les citadins ? «Mon rêve est de faire de la Forêt des Pins le théâtre d’un projet similaire destiné aux habitants de la capitale», poursuit-elle.
Pour sa part, M. Michel Bourdais, directeur du Lycée agricole et horticole de Saint-Germain-en-Laye, s’étonne que «les végétaux trouvés dans les pépinières libanaises soient pour la majeure partie importés, alors que le Liban est parfaitement capable de produire des plantes qui lui sont caractéristiques». Pour lui, «le développement durable repose sur une préservation des paysages menacés par le béton». Il poursuit : «Écotourisme et agriculture écologique, c’est vers cela qu’il faudrait s’orienter. Nous avons commis des erreurs en France. Mais avec le recul, nous nous sommes rendu compte qu’il y avait des limites, qu’il fallait miser sur le développement durable. Nous espérons faire profiter le Liban de notre expérience».

Une superbe magnanerie à Bsous, récemment retapée par ses propriétaires.

Des jeunes enthousiastes
M. Bourdais précise que les élèves actuellement en activité à Bsous sont au nombre de deux, entourés de leurs formateurs et professeurs. Six les avaient précédés et six autres devraient venir de France en juin pour travailler sur le chantier de l’école du village. Interrogés sur le financement du déplacement et du séjour des jeunes Français au Liban, Mme Lenoble Prédine et M. Bourdais précisent : «Il n’existe pas de financement au départ. Les élèves investissent eux-mêmes dans leur voyage, travaillant pour pouvoir en payer au moins une partie. Nous mettons tous de l’argent de côté pour cela. Mais l’argent n’est pas tout. L’entraide s’organise autour des élèves et les micro-projets qu’ils implantent sont pris en charge par les habitants eux-mêmes».
Parmi les projets déjà réalisés, un jardin de céréales avec un four collectif, et un aménagement de terrasses combinant la culture de la soie et des olives. Par leur travail, les élèves peuvent aussi assister la municipalité dans ses projets. Pour le chantier de l’école, il est possible que des élèves libanais joignent leurs efforts à ceux des étudiants français.
«À Bsous, nous pourrions monter une petite école où l’enseignement serait axé sur l’esprit de valorisation du patrimoine végétal», déclare M. Bourdais. «Elle serait fréquentée par des élèves français et libanais. Les premiers pourront faire profiter les seconds de leur expérience dans le jardinage, alors que les Libanais partageront avec les Français leurs compétences en informatique».
Sur qui pourraient-ils compter pour réaliser un tel projet ? «Des initiatives privées pourraient assurer la logistique», dit-il. «Par ailleurs, la région Ile-de-France trouve l’idée intéressante. Nous avons également rencontré des partenaires libanais, universités et lycées techniques, qui ont manifesté de l’intérêt pour le projet».
D’ailleurs, ce n’est pas la première fois que M. Bourdais, qui connaît le Liban depuis 1995, pense à l’implantation d’un lycée agricole dans ce pays. Un habitant de Koura (Liban-Nord) lui a déjà proposé de mettre en application son idée dans cette région. Malheureusement, le projet n’a pas abouti.
Or, selon le directeur du Lycée agricole et horticole de Saint-Germain-en-Laye, de tels établissements répondraient à de réels besoins au Liban. «Nous remarquons que les personnes évoluant dans le milieu agricole sont soit détentrices de diplômes supérieurs, soit elles ne sont pas qualifiées du tout», dit-il. «Or les ingénieurs ont subi une formation assez théorique. Les formations techniques en France produisent des techniciens supérieurs qui connaissent le terrain. Espérons que cela se fera un jour au Liban». Par ailleurs, il n’exclut pas que de telles formations puissent être implantées, en collaboration avec son lycée, dans des établissements déjà existants.
Enfin, il convient de se demander pourquoi le Liban a suscité l’intérêt de ces chercheurs. «C’est un pays dont on tombe amoureux», nous dit tout simplement Mme Lenoble Prédine. «Nos élèves sont toujours très heureux ici, et nous en remercions le village. Il existe au Liban une culture de l’hospitalité extraordinaire qui, constitue en elle-même un créneau à développer. Ainsi nous sommes capables de dire à nos élèves : c’est cela l’accueil !»

Une exposition sur le patrimoine végétal



Rien que des végétaux locaux.

Les élèves français du Lycée agricole et horticole de Saint-Germain-en-Laye ont transformé une salle en béton, dans le bâtiment attenant à l’église de Bsous, en un véritable jardin. Toujours soucieux de donner à leurs travaux un caractère local, ils n’ont employé que des végétaux trouvés dans le village. L’aménagement de cette salle, en collaboration avec la municipalité et l’association Patrimoine, mémoire et développement, a fait l’objet d’une exposition à but culturel.
Outre les plantes, les fleurs et les arbres, les projets des étudiants étaient également exposés dans la salle. Certains d’entre eux consistent en des itinéraires pour promeneurs, dont l’intérêt repose sur le patrimoine végétal du village. Des herbiers faits à partir des différentes plantes caractéristiques tapissaient les murs. Pour bien marquer l’intérêt de l’écologie et du patrimoine dans la vie quotidienne, des aliments traditionnels étaient également exposés. Au fond de la salle, un coin a été aménagé pour des projections.
Par ailleurs, un concours de photos et de dessins avait été organisé par les jeunes Français, auquel les écoliers de Bsous ont participé de bon cœur, sur différents thèmes concernant les végétaux.

Suzanne BAAKLINI

Flore

Patrimoine végétal de Bsous :


Vu l'extrême variété des micro-climats (altitude de 350 à 700m), le patrimoine végétal de Bsous est d'une richesse extrême avec des oliveraies plantées en terrasses et des vergers, situés au bas du village où abondent les sources et où sont plantés les abricotiers, les pruniers, les amandiers, les goyaviers en étages. Vu l'étroitesse des terrains, l'espace qui reste entre les arbres sert de potager.

Les produits agricoles sont donc variés selon les saisons :
  • En hiver : olives noires et agrumes (oranges, mandarines, citrons).
  • En automne : olives vertes, goyaves, avocats et bananes.
  • Au printemps : prunes, nèfles, amandes, mûres, fraises, fèves vertes, petit pois et thym sauvage.
  • En été : légumes, raisins, figues de Barbarie, figues, abricots, grenades, carroubiers et jujubes.

Accès

Accès:

* Principal
o À 3 Km de la route de Damas au niveau de la localité de Jamhour

* Secondaire
o À 2 Km de la localité de Wadi Chahrour
o À 1.2 Km de la localité de Bdedoun
o À 2 Km de la localité de Kammatié

Familles

Principales familles bsoussiotes :

Féghali, Sader, Abou-Chédid, Issa, Tayar, Abou-Sakr, Medlej, Safi, Younés, Matar, Chartouni, Salem, Mouawad, Abou Najem, Abou Atmi, Chahrouri.