"النهار"
السبت 13 تشرين الاول 2001
مؤتمر في بسوس لإحياء تراث صناعة أحيت لبنان |
الحرير ثروة وطنية كامنة تنتظر من يُعيد اكتشافها
قطاع الحرير يشمل الزراعة والصناعة والبيئة والاصلاح يبدأ بتفعيل "المكتب"
اعداد رمزي مشرفية
في مؤتمر بسوس.
المركز التراثي في بسوس.
هل بدأ لبنان معركة حرير حقيقية؟ الحرير الذي أغنى اللبناني في امثاله وادبه واغانيه واهازيجه وعاداته الاجتماعية، يعيش منذ اعوام ازمة حادة على صعيد الادارة، فهناك من هو مقتنع بجدوى هذا القطاع، وهناك نقيضه. وكان من نتيجة هذا التناقض ان توقّف انتاج نصوب التوت في المشاتل. احد عشر عاماً من التوقف القسري اقدم المزارعون خلالها على اقتلاع اشجار التوت ظناً منهم ان مكتب الحرير قد أُقفل نهائياً. ورغم اجراء مناقصة رسمية لتأهيل مخنقي الفيالج الباقين (رسا الالتزام على احد العارضين). فقد تعثرت عملية تمويل شراء مصنع لحل الفيالج بعدما وافق البنك الاسلامي للتنمية على التمويل، بناء على مسعى مجلس الانماء والاعمار، شرط اجراء دراسة جدوى اقتصادية جديدة للمشروع.
ومعركة الحرير تقف اليوم امام هذه الازمة المستحدثة التي تنطلق من بلدة بسوس، وبالتحديد من مصنع الحرير التراثي الذي يملكه جورج عسيلي الرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين. وتذكرنا هذه المعركة بـ"المؤتمر العالمي للحرير" الذي عُقد في فندق فينيسيا في بيروت عام ،1965 وشكل آنذاك تظاهرة حضارية واقتصادية وعلمية عالمية.
صنع المشغولات التقليدية.
ومعركة الحرير ايضاً تتجلى اليوم في المؤتمر الذي دعت اليه "جمعية التراث والانماء"، ورعاه رئيس الوزراء رفيق الحريري ممثلاً بالوزير غسان سلامه، وعُقد في مصنع الحرير التراثي في بلدة بسوس، قضاء عاليه، وتركزت مداخلات المحاضرين فيه على اهمية صناعة الحرير في لبنان في القرنين التاسع عشر والعشرين الى جانب الازمات التي شهدها هذا القطاع. وحضر المؤتمر حشد من الاختصاصيين والناشطين البيئيين.
وفي الافتتاح تحدّث رئيس الجمعية صاحبة الدعوة جورج عسيلي، ثم المستشارة لدى الجمعية السيدة فرانسواز لونوبل بريدين، وألقى الوزير سلامة كلمة قال فيها: "شرنقة القز في لبنان خلال القرن التاسع عشر، عززت السياسة الاقتصادية لجبل لبنان واوجدت مجتمعاً بورجوازياً جديداً مالياً واقتصادياً مقروناً بحداثة شرقية". واضاف: "ان اهمية البحث الذي هو موضوع نقاشنا تستند الى المشكلات الغابرة التي لا تزال تجد في حاضرنا صدى لها. فإذا اردنا اختصار قرنين من تاريخ الشرق الادنى، قد نقول وحتى يومنا هذا انه التقاء صعب بين شرق وغرب تميز من جهة بانتاج خصب ولامع: النهضة، واسفر من جهة اخرى، عن احداث مؤسفة اخرى هي ثمرة مشكلة الوجودية".
وقال: "هذه هي الامثولة التي نتعلمها من تلاشي اقتصاد تربية الشرانق في لبنان التي اصطحبت ازمات وهجرة، فهل في استطاعتنا استخلاص العبر من تاريخنا وعلى الارجح من خلال مثل هذا اللقاء؟".
وتابع: "قد تفهمون الآن اهتمام وزير الثقافة بحدث كهذا وخصوصاً بالأفكار التي ستناقش، اتكلم طبعاً عن هذا المثل الثقافي الذي نجح في مهمات عدة مثل المحافظة على البيئة واعادة تأهيل ارثنا الهندسي المعماري العريق والتنمية المحلية التي تحض على اللامركزية خارج العاصمة نحو اقتناء الثقافة ونشرها، وعلى اعادة احياء اوضاع منسية من تاريخنا الاقتصادي والاجتماعي.
فعبر تجديد وعرض للادوات والآلات التي كانت تنتج الغنى والبحبوحة، انتم لا تعيدون الاعتبار الى الذين جاهدوا وعملوا في هذا المضمار فحسب، انما ايضاً الى اولئك الذين غالباً ما ينساهم التاريخ، فبتجسيد الشروط المادية لتاريخنا انتم فعلياً تحافظون على الثقافة وتحيونها".
ندوات
بعدها بدأ المؤتمر اعماله الخميس، فترأس الجلسة الاولى جورج عسيلي وكانت بعنوان "القرن التاسع عشر في لبنان تحت السيادة العثمانية". وجاءت المحاضرات كالآتي: "آني طعمه ثابت تحدثت عن "العائلات اللبنانية عندما كانت صناعة الحرير في القرن التاسع عشر"، وجوزف عقيقي حول "الحرير في مستندات المرسلين اللبنانيين من 1840 الى 1914". ثم البروفسور جاك طوبي عن "المصالح الفرنسية في الحرير اللبناني عشية الحرب اللبنانية الاولى".
الجلسة الثانية كانت بعنوان "الحرير والمجتمع في مفصل القرنين التاسع عشر والعشرين"، وترأسها نديم شحاده وتحدث فيها كل من البروفسور اكرم خطّار حول "الحرير والمرأة"، والدكتور كوهي هاشي موتو (تغيب وأُلقيت محاضرته تحت عنوان "الحرير والهجرة").
"القرن العشرون: الازمات والنهوض" كان موضوع الجلسة الثالثة التي ترأستها السيدة فرانسواز لوتوبل بريدين وتحدث خلالها الدكتور بطرس لبكي عن قطاع الحرير في مستهل الانتداب الفرنسي 1925 - ،1930 والدكتور خليل ابو رجيلي عند قطاع الحرير في ظل لبنان المستقل 1945 - .1970 وكانت في نهاية هذه الجلسة "شهادة حياة" للسيد ايوب الهاشم صاحب آخر معمل حرير يدوي في لبنان حتى 1975 تاريخ اندلاع الحرب.
المستقبل
وفي اليوم التالي (امس) للمؤتمر عقدت جلسة "قطاع الحرير: واقعه الحالي وامكانات مستقبلية". وترأسها الدكتور جاك طوبي وكانت المحاضرة الاولى لميشال ليون رئيس لجنة اعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة لغاية 1999 وقد تناول موضوع "واقع صناعة الحرير في لبنان لغاية عام 2000". تلاه الدكتور سمير مدوّر متحدثاً عن "الحرير: تطور تقنية انتاج الحرير والآفاق المستقبلية".
اما الجلسة الثانية فكانت عن "واقع وآفاق صناعة الحرير وترأسها الدكتور بطرس لبكي الذي اكد امكان زراعة اشجار التوت وتحريك عملية الانتاج بطرق حديثة.
المحاضرة الاولى كانت للدكتور جيرار جافنسي (تغيّب)، الامين العام للجنة العالمية للحرير، وحملت عنوان "واقع انتاج الحرير في العالم". ثم تحدث جاك برويار عن "آفاق التعاون بين ليون ولبنان في اطار اهتمام اسواق الازياء بانتاج الحرير". وقد اكدت سلطات المدينة الفرنسية للمؤتمر استعدادها لتصوير اي ادوات لبعث صناعة الحرير.
وأخيراً ألقى الدكتور عاطف الحاج ممثلاً وزير الزراعة كلمة فقال. "لا يخرق كمبيالات الا مواسم القز. هذا كان من الامثال الشائعة، لأن صناعة المنسوجات الحريرية - اضافة الى القطنية والصوفية - كانت من اهم الصناعات الحرفية التي اشتهر بها لبنان في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. واشتهرت معامل الحرير في بيروت وبكفيا وزوق مكايل ودير القمر وبيت شباب وزحلة بصناعة الملايات والشراشف واللحف والبرانس والبراقع والقطائف الحريرية، كما اشتهرت القلمون بصناعة العباءات الحريرية المشهورة بجمالها ومتانتها.
ويشير القنصل غيز الى ان متوسط محصول بيروت من الحرير كان يقدر بـ450 قنطاراً، وأوقية البزر كانت تعطي نحو اربع او خمس ربطات حرير اي 10-12 كلغ. وان الحرير المنتج من ضواحي بيروت كان الاجمل وكان يدعى البلدي، وكان يلقى تصديره الى الخارج رواجاً كبيراً، ويأتي بعده في المكانة حرير كسروان والدامور الذي كان يستخدم في مصانع سوريا. وقدرت الوثائق الفرنسية كمية الحرير المصدرة عن طريق بيروت بـ700 قنطار ثمنها 5 ملايين و250 الف قرش، مما جعل الحرير يشكل اكبر مصدر دخل للبنانيين (...) ان هذه الحرفة التي امتهنها العديد من اللبنانيين آخذة في التراجع لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بزراعة اشجار التوت التي تشكل غذاء دودة القز والتي لم يبق منها اليوم في لبنان استناداً للاحصاءات سوى نحو 106 آلاف شجرة موزعة على كل المناطق اللبنانية. وتشجيع صناعة الحرير يوجب زيادة في زراعة اشجار التوت التي يمكن الاستفادة من ثمارها ايضاً لتصنيع العصير".
وأضاف: "ان الدعم المطلوب لصناعة الحرير ليس متوقفاً على الدعم المادي وحده على اهميته، ولكنه مرتبط بسياسة عامة تلحظ مكاناً لهذه الصناعة الى جانب صناعات اخرى، وتشمل دورات تدريبية للعاملين فيها يجريها متخصصون مشهود لهم، وتأمين البذور المؤصلة من دود القز التي يمكن ان تعطي مردوداً وافراً في الانتاج، وتحديث اساليب حل الفيالج وفق الطرق الحديثة والمتطورة، وانشاء المعامل الخاصة بهذه الصناعة وان كان لا يزال يوجد اليوم عدد من المعامل في لبنان ولكنها لا تشتغل بطاقتها المتوقعة (...)".
تويني
واعتبر غسان تويني في مداخلته ان توسيع حلقة مهمة احياء صناعة الحرير قد تعيق العمل خاصة مع البيروقراطية التي نعرفها في لبنان، مقترحا التحرك بأسلوب آخر كالبدء برأس الهرم "حتى لا تضيع المسألة وتدفن كما دفن مكتب الحرير في لبنان".
التوصيات
وأصدر المؤتمر توصيات تلاها بطرس لبكي، وفيها:
"المنطلقات:
1- قطاع الحرير يجب ألا يطور برؤية ماضوية بل بتطلعات مستقبلية وباستعمال احدث التقنيات الالكترونية والمعلوماتية.
2- قطاع الحرير المتطور يوفر فرص عمل جديدة في قطاعات عدة: الزراعة، التجارة، الغزل والنسيج، التفصيل، الخياطة، الصباغة والرسم.
3- قطاع الحرير المتطور يساهم في الحفاظ على التراث المعماري والفني والثقافي اللبناني.
4- قطاع الحرير المتطور يساهم في الحفاظ على البيئة عبر زيادة الاراضي المزروعة الخضراء والحفاظ على التربة من الجرف وحماية الموارد المائية الجوفية بفضل كل ذلك. ويمكن القول انه يساهم في تطوير بيئة بشرية ذات نوعية جيدة.
التوصيات:
- من النواحي الزراعية والبيئية والصناعية:
أ - ان يكون الانتاج متنوعا.
ب - الاستفادة من كل المواد التي تنتج من دون استثناء.
ج - احترام البيئة.
د - تدريب عاملين في كل مراحل العمل في هذا القطاع.
هـ - تعزيز الارشاد في مجالات الزراعة والصناعة.
و - تفعيل الابحاث العلمية في مجال انتاج الحرير في مؤسسات الابحاث العلمية في لبنان: مؤسسة الابحاث العلمية الزراعية، معهد البحوث الصناعية، المجلس الوطني للبحوث العلمية، كليات الزراعة والهندسة الصناعية في الجامعات، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير للمختبرات.
2- في مجالات التسويق والترويج:
أ - يجب تحديد الاسواق: في الداخل لدى المستثمرين، وفي الدول الصناعية ودول الخليج، واسواق السلع الضخمة والسلع ذات القيمة المضافة العالية.
3- لجنة المتابعة لتوصيات الندوة:
أ - يجب ان تسعى لجنة المتابعة التي ستنشأ لصالح التنمية المحلية والمستدامة ومتابعة توصيات هذه الندوة، خدمة لانماء لبنان وذلك مع كل مؤسسات القطاع العام (وزارة الزراعة، وزارة الصناعة، وزارة الاقتصاد والتجارة، مؤسسة الابحاث العلمية الزراعية، معهد البحوث الصناعية، مجلس البحوث العلمية، الجامعة اللبنانية، كلية الزراعة، وزارة الخارجية) والقطاع الخاص (جمعية الصناعيين، جمعية صناعيي النسيج والغزل، جمعية المعارض، غرف التجارة والصناعة والزراعة، اتحادات المزارعين والتعاونيات) والقطاع الاهلي (الجمعيات الاهلية الانمائية، والاجتماعية، الجمعيات البيئية، المؤسسة التعليمية الخاصة...).
لبنان وطريق الحرير
ولا بد بعدما فتحت معركة الحرير في لبنان لاحياء هذه الصناعة والاهتمام بها رسميا وشعبيا، من العودة الى نمو هذه الصناعة في لبنان.
ان قصة لبنان مع الحرير قديمة، قدم طريق الحرير، فقد عرف الحرير في بلادنا منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وكان يرد اليه من الصين عبر "طريق الحرير" مرورا ببلاد الفرس والعراق، وكان يصنّع ويصبغ في المدن الفينيقية، ويعاد تصديره الى سائر مدن حوض البحر الابيض المتوسط وخصوصا روما. وعرفت تربية دودة الحرير في لبنان منذ عهد الامبراطور جوستنيانوس في القرن السابع للميلاد.
وفي ظل حكم الامير فخر الدين الثاني (1580-1634) تطورت صناعة الحرير في الجبال اللبنانية، وبلغ اللبنانيون درجة عالية من المهارة في هذا الميدان. وكان لبنان ينتج الشرانق والحرير الخام ويصدّر انتاجه الى الخارج. وبلغ دخله عام 1930 من صناعة الحرير خمسة ملايين ليرة لبنانية كانت تساوي 50 في المئة من الدخل الزراعي العام.
وأثناء الحرب العالمية الاولى 1914-1918 اقتلعت اشجار التوت وحلت محلها المزروعات المعيشية. لكن صناعة الحرير كانت تتغلب دوما على الازمات وتعود الى الازدهار لأنها متأصلة في عادات البلاد. ويبدو ان أزمة 1928 - 1930 اضعفت قدرتها على المقاومة وتدهور الوضع بين 1950 و.1956
وحيال هذا الوضع كان على الحكومة ان تقوم بعمل ما، فقررت انشاء جهاز خاص هو مكتب الحرير ووضعت على عاتقه، تحت اشراف وزارة الزراعة، مهمة اعادة تنظيم جميع القطاعات العائدة الى صناعة الحرير في لبنان كالتبذير وزراعة التوت وتربية دود الحرير وحل الفيالج والصباغ والنسيج.
قام مكتب الحرير بالمهمات الملقاة على عاتقه خير قيام، فمنع قطع شجر التوت، واخذ ينتج نصوب التوت ويوزعها على المزارعين، واستمر في القيام بمهماته لغاية عام 1983 حين توقفت المواسم لغاية .1994 وفي 1982 صدر المرسوم الاشتراعي الرقم ،97 الذي ضم بموجبه مكتب الحرير الى وزارة الزراعة، واصبح دائرة في مديرية الثروة الزراعية، وقد نفذ هذا الضم ابتداءً من اول عام .1992 وهكذا من مديرية تتمتع بالاستقلال المالي والاداري، الذي يسمح لها بالقيام بأعمالها الزراعية والصناعية والتجارية بكل مرونة وفاعلية، اصبح مكتب الحرير دائرة في مديرية، تخضع للروتين الاداري القاتل الذي يعيق كل عمل انمائي. والادهى من ذلك والاكثر خطورة ان 90 في المئة من وظائف ملاك المكتب وملاك اجرائه الفنيين قد اصبح ملاك تصفية اي ان كل وظيفة تشغر لا تُملأ بموظف جديد، وكأني بمكتب الحرير اصبح دائرة في سبيل التصفية.
في الاول من حزيران 1992 حضر الى لبنان الخبير في منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) روبير كرم (المدير السابق لمكتب الحرير) ووضع تقريراً عن وضع المكتب، ثم حضر مرة ثانية في حزيران 1993 بطلب من وزارة الزراعة ومجلس الانماء والاعمار، ووضع تقريراً مفصلاً وبرنامجاً هدفه اعادة تأهيل صناعة الحرير في لبنان، الا ان هذا المشروع لم يجد من يقرأه والنتيجة الوحيدة التي افضت اليها بعثة الخبير كرم كانت تشكيل "لجنة لاعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة". وبناء على ذلك طلب وزير الزراعة من رئيس اللجنة البدء من الصفر والعمل على احياء موسم الحرير.
اما بالنسبة الى الملاك الاداري، ورغم ان عدد الموظفين الاداريين والفنيين قد تضاءل، وانه من اصل 18 مدرباً فنياً لم يبق سوى مدرب واحد، فقد عاد العمل عام 1992 الى مكتب الحرير في كفرشيما، فأهلت ثلاث غرف في مبنى المصنع للاقامة، وتم استيراد بذور التوت من اليابان، وانشئت مستنبتات ومشاتل التوت في مشتل وزارة الزراعة في العبدة (عكار) بغية توزيع نصوب التوت على المزارعين للتعويض عما اقتُلع. كما تمّ تأهيل البنية التحتية من تأمين مولد كهربائي الى مخنق واحد للفيالج ثم تأهيل غرف تفقيس بذور دود الحرير. وفي 1996 بدأ توزيع النصوب اليابانية المؤصلة من "نوع كوكوزو 21" على المزارعين مجاناً، وتواصلت عمليات التوزيع سنوياً حتى عام .2000
ويكلف موسم الحرير الدولة الآن نحو ستين مليون ليرة لبنانية سنوياً، ويعود اليها اكثر من ثلثي هذا المبلغ عند حل الفيالج وبيع خيوطها. وكلما ازداد الانتاج يتضاءل الفرق الذي يختفي في مدى غير بعيد، وخصوصاً ان أسعار الحرير العالمية تتجه نحو الإرتفاع.
وفي هذا السياق يقول رئيس لجنة اعادة تأهيل قطاع الحرير في وزارة الزراعة ميشال ليون ان "الحل الوحيد لاعادة احياء موسم الحرير في لبنان، هو في اخراج دائرة الحرير من هيكلية وزارة الزراعة، واعادتها مصلحة مستقلة ذات استقلال مالي واداري يُشرف عليها مجلس ادارة اعضاؤه من القطاعين العام والخاص. واذا تعذّر ذلك فتعديل ملاك دائرة الحرير في مديرية الثروة الزراعية وتعزيزها بالملاكات الفنية وخصوصاً بالمساعدين الفنيين الزراعيين الذين يؤهّلون لارشاد المربين وتدريبهم على الاسس الحديثة لتربية دود الحرير وادخال العمال والعاملات الفنيين في المصنع في هذا الملاك، وكذلك اعادة تأهيل المخنقين الباقيين مما من شأنه الحفاظ على الفيالج من التلف، وشراء مصنع حل جديد من أجل حل الفيالج الموجودة في المستودعات والمعرّضة للتلف، مؤمنين بذلك حاجة المصانع الى خيوط الحرير، واعادة العمل في مستنبتات التوت ومشاتله وخصوصاً ان المراكز النموذجية لبساتين التوت في المنارة (البقاع) وبينو (عكار) وفي مشتل وزارة الزراعة في العبدة، التي تؤخذ منها مطاعيم التوت اليابانية المؤصلة، ما زالت قائمة".
No comments:
Post a Comment